ارتفعت أسعار الذهب في الهند يوم الجمعة، حيث بلغت 12,322.78 روبية هندية للغرام، بعد أن كانت 12,225.19 روبية هندية في اليوم السابق. كما ارتفع سعر التولا ليصل إلى 143,737.90 روبية هندية من 142,592.20 روبية هندية.
تؤثر المخاطر الاقتصادية العالمية واحتمال تخفيض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على استمرار شراء الذهب. تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية ساهم في زيادة المخاوف، مما جعل الذهب خيارًا آمنًا.
التأثير الجيوسياسي على الذهب
الأحداث الجيوسياسية مثل التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، مع احتمالات عقد اجتماعات بين القادة، تضيف إلى التعقيدات في التوقعات الاقتصادية. تشير تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية تخفيض معدلات الفائدة، مما يؤثر على قيمة الدولار ويزيد من تأثير ذلك على أسعار الذهب.
في الهند، تعتمد أسعار الذهب على الأسعار العالمية وتعديلها بناءً على قيم العملة المحلية. قد تحدث تباينات محلية، لكن الأسعار يتم تحديثها بانتظام لتعكس أوضاع السوق الحالية.
تُعتبر البنوك المركزية حول العالم من المشترين الأساسيين للذهب، وتعمل على تنويع الاحتياطيات لتعزيز الاقتصادات. يُقدر الذهب كوسيلة لحماية من التضخم وتراجع قيمة العملة، وغالبًا ما يتحرك عكس اتجاه الدولار الأمريكي والأصول ذات المخاطر العالية.
تتأثر الأسعار أيضًا باتجاهات معدلات الفائدة، حيث يؤدي انخفاض المعدلات عادةً إلى زيادة جاذبية الذهب. يمكن للسوق الديناميكية، مثل قوة أو ضعف الدولار، أن تؤثر بشكل كبير على سلوكيات شراء الذهب.
توقعات السوق والاستراتيجية
في ظل الظروف الحالية للسوق، نرى حالة قوية لإنشاء مراكز طويلة الأجل في المشتقات الذهبية. يجمع هذا التوجه بين تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واحتياطي فيدرالي يتبع سياسة مرنة، واستمرار النزاعات الجيوسياسية مما يخلق رياحًا مواتية قوية للذهب. هذه العوامل تزيد من الطلب على الأصول الآمنة، والذهب هو المستفيد الرئيسي.
السوق يعكس تمامًا احتمالية تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة بواقع 25 نقطة أساس مرتين قبل نهاية العام، مما سيؤدي إلى إضعاف الدولار الأمريكي. أظهر مؤشر CME FedWatch Tool بشكل مستمر أكثر من 90% من احتمالية حدوث تخفيض في الاجتماع المقبل في 29 أكتوبر. يتبع ذلك تقرير الوظائف لشهر سبتمبر الذي صدر في بداية هذا الشهر، والذي أظهر انخفاضًا في جداول الرواتب غير الزراعية بشكل كبير عن تقديرات التوافق، مما يؤكد تباطؤ سوق العمل.
ارتفع التقلب المتوقع في خيارات الذهب بشكل كبير، حيث بلغ مؤشر تقلب الذهب ETF (GVZ) أعلى مستوى له منذ 12 شهرًا الأسبوع الماضي، مما يذكرنا بالمستويات التي شهدناها خلال ضغط القطاع المصرفي في بدايات عام 2024. نظرًا لهذه الأقساط المرتفعة، قد يفكر المتداولون في استخدام إستراتيجيات مكالمات الثور بدلاً من شراء المكالمات مباشرة. تساعد هذه الاستراتيجية في خفض التكلفة المسبقة مع الحفاظ على التعرض للربح المحتمل في حالة ارتفاع الأسعار.
الاجتماع المقرر بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين في بودابست يُعتبر خطرًا رئيسيًا قد يعيق هذه النظرة المتفائلة. فإن اتفاق السلام المفاجئ أو التهدئة الكبيرة في أوكرانيا سيؤدي على الأرجح إلى إحداث شعور “بالاستعداد للمخاطرة” في الأسواق، مما يتسبب في تراجع أسعار الذهب. رأينا تراجعًا مماثلًا، وإن كان مؤقتًا، في الذهب بعد محادثات وقف إطلاق النار الأولية في منتصف عام 2024، مما يبرز هذه الحساسية.
يبقى الارتباط العكسي بين الذهب والدولار الأمريكي دافعًا حاسمًا لهذه التجارة. مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) كسر بالفعل مستوى الدعم الرئيسي 102.50 هذا الأسبوع استجابة للتوقعات بدورة تخفيف الاحتياطي الفيدرالي. بالنظر إلى الاتجاه الذي سلكه الاحتياطي الفيدرالي في أواخر 2023، انخفض DXY بأكثر من 4% في الشهرين التاليين بينما ارتفع الذهب بنسبة 8% تقريبًا، مما يقدم سابقة تاريخية واضحة للإعداد الحالي.