قد لا تكون التضخم بالقوة المتوقعة، مما يشير إلى خفض الفائدة في وقت أقرب. قد يؤدي ضعف سوق العمل أيضًا إلى تخفيضات مبكرة، بينما يشير السوق الأقوى إلى تأجيلها. معظم صناع السياسات يعتبرون تقليل الفائدة لاحقًا هذا العام، رغم أن التوقعات غير مؤكدة. توقفت تخفيضات الفائدة الحالية بسبب الزيادات المتوقعة في التضخم.
لا يوجد ضعف ملحوظ في سوق العمل حاليًا. إذا بقي الاقتصاد قويا، فقد يكون هناك توقف في تغييرات الفائدة. تداعيات الأحداث في الشرق الأوسط على الاقتصاد غير مؤكدة، ويتم مراقبة سلاسل التوريد عن كثب. كانت التخفيضات في الفائدة قد استمرت لولا توقعات التضخم، حيث تساهم مشاكل سلاسل التوريد والرسوم الجمركية في عدم اليقين بشأن التضخم.
يتم تحقيق تقدم نحو استقرار الأسعار، على الرغم من أنه لم يتحقق بالكامل بعد. بمجرد تحقيقه، يمكن أن يستجيب الاقتصاد بشكل أقوى للانكماشات. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الأصول، إلا أن الرافعة المالية ليست عالية بشكل خاص، مما يشير إلى استقرار مالي نسبي. أظهرت المحادثات مع المشرعين دعم للسياسات الحالية للفائدة، حيث أن الأوضاع المالية لا تسبب قلقًا حاليًا.
تشير الخلاصة إلى ما كان يشتبه فيه الكثيرون — أن ضغوط التضخم، رغم أنها قد خفت مقارنة بالعام الماضي، لا تزال غير متناسقة ومرتبطة بمخاطر اقتصادية كلية أخرى. الاقتراح بأن تخفيض الفائدة قد يأتي في وقت مبكر يعكس قراءة أضعف للتضخم والاعتقاد بأن نمو الأسعار الأساسي يتباطأ بشكل أسرع من المتوقع. في الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي سوق العمل الأقوى مما هو متوقع إلى تمديد الانتظار، مما يدفع قرارات الفائدة إلى المستقبل.
نخبر أيضًا أن صناع السياسات، رغم الانفتاح على تخفيض الفائدة، يترددون في التحرك بسرعة كبيرة. إنهم قلقون من أن التضخم قد يرتفع مرة أخرى، خصوصًا مع المخاطر الحالية على سلاسل التوريد العالمية التي لم تُحل بعد. هناك أيضًا مسألة الاضطرابات الجيوسياسية — خصوصًا في الشرق الأوسط — والتي تميل إلى رفع تكاليف المواد فجأة وتعطيل حركة البضائع. ونتيجة لذلك، يميل المنظمون إلى مراقبة البيانات بشكل تدريجي بدلاً من الالتزام بمواعيد محددة حتى الآن.
مثير للاهتمام، في حين أن تقييمات الأصول قد تبدو مرتفعة بمعايير تاريخية، فإن الرافعة المالية الأساسية تعتبر قابلة للإدارة، مما يمنح المخططين مزيدًا من الوقت دون الخوف من عدم الاستقرار الفوري في أسواق الائتمان أو المؤسسات المالية. ومن منظورنا، فإن ذلك يحافظ على التقلبات في نطاق محدد — في الوقت الحالي.
الموقف الذي يتخذه صناع السياسات هو موقف منفتح ولكنه حذر، إذ أنهم يعبرون عن قلقهم من إمكانية ارتفاع التضخم مرة أخرى، خاصةً وسط المخاطر القائمة على سلاسل التوريد العالمية والاضطرابات الجيوسياسية.
بالنسبة لأولئك الذين يتخذون مواقف في أدوات حساسة للفائدة، خاصة العقود قصيرة الأجل، فهذا البيئة تفضل الاستجابات المرنة. بافتراض أن التضخم يظل منخفضًا — رغم أنه لا يزال فوق النطاق المستهدف — ينبغي أن يعكس التنظيم اليومي أن أعضاء اللجنة لا يتوافقون حول متى أو كم من التخفيف يبقى مناسبًا. لا يزال نطاق الاحتمالات كبيرًا، لكن يمكن لتوقعات التوقيت أن تصبح أكثر تشكلًا فور إصدار بيانات التوظيف والتسعير الأحدث. مراقبة تحولات مستقبل الفائدة على المدى القصير سيكون مهمًا، خاصة في الأيام التي تفاجئ فيها بيانات التضخم أو أرقام التوظيف في أي من الاتجاهين.