سجل زوج اليورو/الين انخفاضاً إلى حوالي 161.00 بعد إعلان دونالد ترامب عن احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي. هذا التراجع يمثل أدنى نقطة للزوج في شهر، ويعزى ذلك إلى انخفاض الطلب على اليورو نتيجة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من المرجح أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو، مما يزيد من الضغط على اليورو. من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التضخم القوية من اليابان، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الوطني إلى 3.6%، ما عزز من قوة الين، متفوقاً على معظم العملات الرئيسية، مع تحقيق مكاسب قوية بوجه خاص مقابل الدولار الأمريكي.
تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي
تهديد بزيادة الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي يؤثر بشكل كبير على اليورو، نظراً لأن صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في عام 2024 تضاعفت مقارنة بوارداتها. هذا الخلل في التجارة يزيد الضغط خلال التوترات الحالية.
أصبح الين الياباني أكثر جاذبية بسبب التكهنات في السوق بأن بنك اليابان قد يرفع أسعار الفائدة في يوليو. هذه التكهنات تدعمها أرقام التضخم الأخيرة التي فاقت التوقعات، مما يشير إلى احتمال التحرك نحو سياسة نقدية أكثر تشدداً.
مع التراجع الجديد في اليورو/الين، لاحظنا تغييراً في الزخم يغذيه عدة جهات، ولا تشير أي منها إلى انعكاس سريع. مع تمسك الزوج الآن عند مستوى 161.00، الذي شوهد آخر مرة منذ حوالي شهر، يمكننا تحديد الضغط الذي ينجم بشكل كبير عن انخفاض الإقبال على اليورو. هذا ليس مجرد تعب أو دوران موسمي، بل رد فعل على ضغط تجاري ملموس من الخارج. ببساطة، فإن فكرة فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأوروبية تعطل مستويات الارتياح في جميع أنحاء القطاعات الموجهة للتصدير في أوروبا.
اقتراح ترامب يضعف اليورو لفترة طويلة، ليس فقط بسبب المخاوف الانتقامية، ولكن لأن الخلل الهيكلي في التجارة يجعل الاتحاد الأوروبي معرضاً بشكل غير متناسب. صادراتهم إلى الولايات المتحدة تتضاعف فعلياً عن وارداتهم. هذه ليست نسبة تتحمل بشكل جيد عندما تبدأ الرسوم الجمركية في الاقتراب. اليورو لا يتمتع بذلك النوع من الوسادة.
البنك المركزي الأوروبي والسياسة النقدية اليابانية
وضع هذا بجانب البنك المركزي الأوروبي الذي ينظر في تيسير نقدي، ويكون لديك خطر تراجعي متزايد. هل تخفيض سعر الفائدة في يونيو؟ هذا يكاد يكون توافقاً. تسعير السوق يعكس قناعة عالية بأن تخفيف التضخم والبيانات المحلية غير المستقرة كافية لكي يتخذ البنك المركزي الأوروبي إجراءات. هذا يعزز فقط الانجراف السفلي في مواقع اليورو.
في نفس الوقت، يجلس الين في مقعد مختلف تماماً. بيانات التضخم الوطنية القوية لا تبدو عابرة، حيث أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في اليابان الذي يتجاوز 3.5% يضيف مصداقية لفكرة أن السياسة النقدية الأكثر تشدداً لم تعد احتمالية بعيدة. خليفة كورودا لديه أسباب أقل للتراجع الآن، وقد شهدنا مفاجآت التضخم بشكل إيجابي أكثر من مرة. بدأت الأسواق في أخذ في الاعتبار احتمال رفع سعر الفائدة في يوليو، وهو ما كان لا يمكن تصوره لسنوات في اليابان.
من زاوية المضاربة، ارتفعت التقلبات الضمنية في اليورو/الين، وبدأت الفروقات تتسع حول حماية القمم على الين، وهو مؤشر على الطلب الأوسع على صفقات الأمان. نشعر أن الظروف تفضل الاستمرار، بدلاً من التصحيح. هذا يعني أنه يجب الآن تحويل الانتباه إلى ما دون مستويات 161.00 – ليس كمستوى دعم، بل كنقطة طريق.