أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في المستقبل، مشيراً إلى الحاجة للتعاملات التجارية المتبادلة. لا يُتوقع التوصل إلى اتفاقيات تجارية فورية هذا الأسبوع، وليس هناك خطط لعقد محادثات مع شي جين بينغ في الصين.
تسبب عدم اليقين المحيط بالرسوم الجمركية في التأثير على سوق العملات، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.31% إلى 99.73. يعكس هذا التغيير التوتر الاقتصادي المستمر بين الولايات المتحدة والصين.
تشير الحروب التجارية إلى الصراع الاقتصادي الناجم عن الحواجز التجارية الوقائية مثل الرسوم الجمركية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الاستيراد. بدأ الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عام 2018 بمبادرة من ترامب، وشمل رسوماً جمركية بسبب خلافات حول الممارسات التجارية وحقوق الملكية الفكرية. أدى رد الصين برسوم جمركية انتقامية إلى تصعيد الموقف، رغم أن اتفاق المرحلة الأولى في عام 2020 كان يهدف إلى تهدئة التوترات.
عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة أحيَت الصراع التجاري، مهددة بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الصين. هذا الإجراء المتوقع في يناير 2025 يثير التوترات الاقتصادية مجدداً، مما يؤثر على سلاسل التوريد العالمية ويساهم في تضخم مؤشر أسعار المستهلكين. استئناف السياسات بعد ترامب قد يؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي وديناميكيات التجارة.
إعلان ترامب عن تخفيض محتمل للرسوم الجمركية، رغم أنه لم تُخطط محادثات أو صفقات وشيكة، يمثل إشارة وليس تغييرًا في السياسة. لا زلنا ننظر إلى تيسير بلاغي وليس تغييراً فعلياً في السياسات. ورغم ذلك، فإن هذا التلميح يؤثر على ردود فعل الأسواق، خصوصًا في العملة والمشتقات المالية.
انخفاض مؤشر الدولار الأسبوع الماضي إلى 99.73 بنسبة 0.31% مرتبط بالشعور وليس بالأرقام الفعلية. يعكس الانخفاض ثقة ضعيفة في العلاقات التجارية مع الصين بعد التهديدات بتطبيق رسوم جمركية ثقيلة مجدداً. هذا هو ما نراقبه الآن: ليس ما يحدث فوراً، بل ما يلوح في الأفق القريب. عادة ما تكون تقلبات العملة وأسعار الفائدة من أولى نقاط الضغط في هذه السيناريوهات، ونتوقع استمرار ذلك في دفعات قصيرة.
بالنسبة للمتداولين في المشتقات المالية، يمثل هذا الخلفية طبقة من عدم اليقين الاتجاهي. من الواضح الآن أن تداعيات الانتخابات ليست مجرد تخمينات بل تُسعر في التوقعات الطويلة الأجل. سوق الفائدة خصوصًا معرض للتحركات الناجمة عن التضخم المتعلق بالتجارة. مع اقتراح فرض رسوم جمركية بنسبة 60% في يناير المقبل، يجب أن تصمم تأثيرات التكاليف على النقل والتصنيع بمزيد من الدقة. قد تشهد الأدوات المرتبطة بالتضخم زيادة في نشاط التحوط، ونلاحظ بالفعل فروقاً أوسع في الحماية طويلة الأجل.
ثم هناك مسألة الاستجابة المستقبلية للسياسة النقدية، والتي لا تعمل في فراغ. تؤثر الاحتكاكات التجارية مباشرة على أسعار المستهلكين، مما يؤثر بدوره على مواقف البنوك المركزية. من وجهة نظرنا، يراقب السوق إشارات قوية من الاحتياطي الفيدرالي، خاصة إذا تحولت سياسات الرسوم الجمركية من التهديد إلى التطبيق. يجب على المتداولين النشطين في استراتيجيات driven-by-macro إعداد السيناريوهات حيث تدفع القيود التجارية مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى الارتفاع، مما يفرض تحولاً متشدداً من السلطات النقدية حتى لو تباطأ النمو.
يجدر بنا الإشارة إلى أن Appetite المخاطر العامة يتراجع عندما تضخ الإجراءات التجارية الضوضاء في مقاييس التضخم. تشهد التقديرات الضمنية للفوائد للسندات القيادية تلك التحولات، وليس من قبيل المصادفة أن عائدات الخزانة اهتزت باختصار بعد تصريح ترامب حول الرسوم الجمركية. قد يحتاج المتداولون الذين يعملون في نماذج تستند إلى العلاقات بين الأصول إلى حساب نشط لنقاط الانفصال بين التضخم السلعي وتوقعات المعدلات، حيث إن افتراض استقرار الحركة المشتركة قد لا يصمد خلال فترات التوتر التجاري المتجدد.
من المهم أن ندرك أن عدم وجود محادثات جارية بين الولايات المتحدة والصين قد يبدو أنه يقلل من آمال الصفقات في الأجل القريب، إلا أن النظرة المستقبلية من الأسواق المشتقة توحي بخلاف ذلك. لا ينبغي أن يُفهم عدم وجود ردود فعل حادة بأنه تهاون – حيث تقوم آليات التسعير بتحسين نفسها للأطر الزمنية الأطول. وهنا يأتي دور التفكير المدروس في التنسيق واتخاذ المواقف المناسبة.