كيف تؤثر حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين على الأمور؟

    by VT Markets
    /
    Apr 19, 2025

    مع تصاعد التوترات بين أضخم اقتصادين عالميين، تشعر الأسواق العالمية بالضغوط. من ارتفاع أسعار الذهب إلى تراجع طلب النفط وإشارات متباينة من الدولار الأمريكي، تترك الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أثراً واضحاً على جميع فئات الأصول تقريباً.

    سواء كنت متداولاً محنكاً أو مجرد مراقب من الخارج، فإن فهم كيفية تأثير هذه التغييرات عبر الأسواق الرئيسية يعتبر أمراً ضرورياً.

    الملاذ الآمن الكلاسيكي يبرز في الأضواء

    عندما يلوح عدم اليقين، يميل الذهب إلى التألق. ومع تبادل الضربات بين قوتين اقتصاديتين، يعود المستثمرون بشكل كبير إلى المعدن.

    منذ نوفمبر 2024، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 28% بحيث وصلت إلى أعلى مستوى تاريخي 3245.28 دولار للأوقية في أبريل 2025. المحرك الرئيسي وراء هذا الصعود هو زيادة الطلب على الأصول الملاذ الآمن في وسط تزايد الخطر الجيوسياسي.

    تحول في سلوك المستثمرين

    شهدت صناديق تداول الذهب الصينية وحدها تدفقات داخلة قدرها 29.1 طن متري في الأيام الإحدى عشر الأولى من أبريل، متجاوزة إجمالي الربع الأول. الأمر واضح: توجه المستثمرون نحو الذهب يتزايد.

    بإيجاز:

    🔁 تزايد التوتر → زيادة الطلب على الأمان → صعود أسعار الذهب

    تلقي ضربة بسبب مخاوف التباطؤ العالمي

    على عكس الذهب، يميل النفط إلى المعاناة أثناء النزاعات، خاصة عندما تؤثر الحروب التجارية على الإنتاج الصناعي العالمي وطلب النقل.

    وفقاً لـ وكالة الطاقة الدولية (IEA)، انخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً منذ يناير 2025، مع ارتباط حوالي 60% من هذا الانخفاض بتراجع النشاط الصناعي في الصين.

    الأسعار تعكس التباطؤ

    • انخفض سعر الخام برنت تقريباً بنسبة 4% إلى 70.36 دولار
    • انخفض WTI إلى 55.18 دولار، ليصل إلى مستوى شوهد آخر مرة في ديسمبر 2021

    مع تباطؤ حجم التجارة العالمية، يكافح النفط لإيجاد قاعدة، خاصة مع قيام الصين بتخفيض وارداتها من النفط الخام الأمريكي بشكل كبير.

    بإيجاز:

    🔁 تعطيل التجارة → انخفاض الطلب → ضغط على أسعار النفط

    الدولار: قوي لكن عرضة للخطر

    عادة ما يلعب الدولار الأمريكي دور قارب النجاة العالمي خلال أوقات الضغوط، لكن سلوكه هذه المرة كان أقل قابلية للتنبؤ.

    على مدى الأشهر الثلاثة الماضية:

    • انخفض S&P 500 بنسبة 7.96%
    • انخفض الدولار الأمريكي بنسبة 8.99%

    هذا غير معتاد. عادة، عندما تنخفض الأسهم، يرتفع الدولار بسبب النفور من المخاطر. لكن هنا، نشهد تراجعاً نادراً في كلاهما، مما يعكس عدم اليقين ليس فقط في الأسهم، ولكن أيضاً في الثقة بالمسار الاقتصادي الأمريكي الأوسع.

    ماذا سيحدث لاحقاً؟

    إذا استمرت الحرب التجارية وتسببت في خفض النمو أكثر، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة، مما قد يضعف الدولار لاحقاً في عام 2025.

    بإيجاز:

    ✅ الدولار حالياً يتمسك بقوة

    ⚠️ قد يكون هناك خطر هبوط إذا دخلت تخفيضات الأسعار في الصورة.

    ما يجب مراقبته في الأشهر القادمة

    إن المواجهة بين الولايات المتحدة والصين ليست مجرد نقطة اشتعال جيوسياسية، بل هي محرك رئيسي للأسواق. إليك ما يجب على المتداولين والمستثمرين الاستعداد له:

    • قصير الأجل: تقلبات مستمرة في الذهب والنفط؛ طلب مرتفع على الأصول الأمنة
    • متوسط الأجل: إمكانية تباطؤ النمو العالمي، مع بقاء النفط ضعيفاً واستمرار الذهب في الطلب
    • طويل الأجل: تحولات هيكلية في سلاسل التوريد، واختيارات العملات، وتوزيع رأس المال

    هذه قصة عالمية، وليست ثنائية

    بينما تركز العناوين على الرسوم الجمركية والدبلوماسية، فإن التأثير الحقيقي للحرب التجارية يتجلّى في السلع والعملات والمشاعر.

    الذهب لم يعد مجرد وسيلة تحوط بل مؤشر للقلق، والنفط ليس مجرد مصدر للطاقة بل مقياس للصحة الصناعية. أما الدولار فهو ملاذ وإشارة تحذيرية في آن واحد.

    في أوقات عدم اليقين، ليس الأمر متعلقاً فقط بما يتحرك، بل بلماذا.

    see more

    Back To Top
    Chatbots