الدرس الأول: ما هو الفوركس؟ 

    by VT Markets
    /
    Apr 1, 2022

    الفوركس، ويُعرف أيضًا باسم FX، هو اختصار لكلمة “Foreign Exchange” أي سوق تبادل العملات الأجنبية. يشبه هذا السوق إلى حد كبير سوق الأسهم، ولكنه مخصص لتبادل العملات المختلفة من حول العالم. 

    بحسب تقرير ثلاثي صادر عن بنك التسويات الدولية (Bank for International Settlements) في عام 2019، بلغ متوسط حجم التداول اليومي في سوق الفوركس 6.6 تريليون دولار أمريكي في أبريل من نفس العام، مما يجعله أكبر سوق مالي في العالم من حيث السيولة. 

    ما هو سوق الفوركس؟ 

    سوق الفوركس هو المكان الذي يتم فيه تداول العملات الأجنبية. وتكمن أهمية العملات في كونها الوسيلة الأساسية لشراء السلع والخدمات سواء داخل الدولة أو خارجها. وعند التعامل التجاري أو الاستثماري الدولي، لا بد من تحويل العملات من عملة إلى أخرى. 

    على سبيل المثال، إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة وترغب في شراء جبن من فرنسا، فإنك (أو الشركة التي تشتري منها) تحتاج إلى دفع ثمن الجبن باليورو (EUR). وبالتالي، يتوجب على المستورد الأمريكي تحويل ما يعادل قيمة الجبن بالدولار الأمريكي (USD) إلى اليورو. 

    مثال عملي لتوضيح فكرة التداول في سوق الفوركس 

    تخيل أنك تسافر من أستراليا إلى الولايات المتحدة وبحوزتك 1,000 دولار أسترالي (AUD) لإنفاقها خلال الرحلة. قبل السفر، تتوجه إلى مكتب صرافة لتحويل العملة إلى الدولار الأمريكي (USD). وكان سعر الصرف حينها 1 دولار أسترالي = 0.70 دولار أمريكي، أي أنك ستحصل على 700 دولار أمريكي مقابل مبلغك. 

    ولكن لظرف طارئ، تلغي رحلتك وتعود إلى مكتب الصرافة لتحويل الـ 700 دولار أمريكي إلى عملتك الأصلية. فتفاجأ بأنك حصلت على 1,100 دولار أسترالي بدلًا من الـ 1,000 التي دفعتها سابقًا! 

    قد تظن أن هناك خطأ من الموظف، ولكن الحقيقة أن سعر صرف الدولار الأمريكي ارتفع أمام الدولار الأسترالي خلال الفترة التي احتفظت فيها بالمبلغ، ما أدى إلى تحقيقك ربحًا قدره 100 دولار أسترالي. وهذا ببساطة هو جوهر التداول في سوق الفوركس: تحقيق أرباح من فروقات أسعار الصرف، فلا يتوقف الأمر فقط على تبديل عملة مقابل أخرى. 

    ففي هذه الحالة، حققنا ربحًا لأن الدولار الأمريكي ارتفع مقابل الدولار الأسترالي أثناء احتفاظنا به. هذا مكّننا من تحويل مبلغ 700 دولار أمريكي الأصلي إلى دولارات أسترالية أكثر مما كان لدينا سابقًا.

    سوق الفوركس: بدون مركزية ويفتح 24 ساعة  

    ما يميز سوق الفوركس عن غيره من الأسواق المالية هو عدم وجود سوق مركزية لتداول العملات الأجنبية، أي أنه لا يوجد له مركز أو بورصة مركزية. بل يتم تنفيذ كل عمليات التداول إلكترونيًا خارج البورصة (OTC)، عبر شبكات الاتصال بين البنوك والمؤسسات المالية والمتداولين حول العالم بدلًا من بورصة مركزية واحدة. 

    يعمل السوق على مدار 24 ساعة في اليوم، خمسة أيام ونصف في الأسبوع، ويغطي مناطق زمنية مختلفة تشمل مراكز مالية رئيسية مثل: لندن، نيويورك، طوكيو، هونغ كونغ، باريس، زيورخ، سيدني، فرانكفورت، وسنغافورة. 

    وبفضل هذا الامتداد العالمي، يبدأ تداول الفوركس من جديد بمجرد انتهاء جلسة نيويورك، ليبدأ يوم جديد في طوكيو وهونغ كونغ، ما يجعل السوق نشطًا باستمرار، مع تغيّر الأسعار لحظة بلحظة. 

    لمحة تاريخية عن سوق الفوركس 

    الفوركس كفكرة لم يكن جديدًا؛ فالبشر لطالما تبادلوا السلع والعملات منذ قرون. لكن الشكل الحديث لسوق الفوركس كما نعرفه اليوم بدأ فعليًا بعد انهيار اتفاقية “بريتون وودز” عام 1971، والتي سمحت للعملات بأن تتغير قيمتها بحرية وفقًا لقوى العرض والطلب في السوق. 

    اليوم، يتم تنفيذ الجزء الأكبر من عمليات تداول العملات عن طريق البنوك التجارية والاستثمارية نيابة عن عملائها، ومع ذلك، لا تزال هناك أيضًا فرص مضاربة لتداول عملة مقابل أخرى للمستثمرين المحترفين والأفراد لتحقيق أرباح من فروقات العملات. 

    لماذا يعتبر الفوركس سوق استثماري فريد؟ 

    تتميز العملات الأجنبية كأداة استثمارية بميزتين رئيسيتين:  

    • الاستفادة من فرق أسعار الفائدة بين عملتين في اقتصادين مختلفين وتحقيق الأرباح.  
    • تحقيق الأرباح من تغيرات سعر الصرف بمرور الوقت. 

    إذ يمكن للمستثمر الاستفادة من الفرق بين سعري فائدة في اقتصادين مختلفين بشراء العملة ذات سعر الفائدة الأعلى وبيعها على المكشوف. 

    على سبيل المثال، قبل الأزمة المالية في عام 2008، كان من الشائع بيع الين الياباني (JPY) وشراء الجنيه الإسترليني (GBP) لأن الفارق في معدلات الفائدة كان كبيرًا. وتعرف هذه الاستراتيجية باسم “الصفقات المحملة بالفائدة” أو Carry Trade.  

    see more

    Back To Top
    Chatbots