
ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد ثلاثة جلسات متتالية من الخسائر، وسط دعم تقني ومخاطر جيوسياسية متجددة. تقدمت عقود الخام الأمريكي (WTI) بـ 34 سنتًا، أو 0.55%، إلى 62.12 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام برنت بـ 37 سنتًا، أو 0.57%، إلى 65.72 دولار.
جاء الارتفاع مع اقتراب WTI من مستوى الدعم عند 60 دولار، مما حث على إقبال كبير على الشراء. أشار المحللون أيضًا إلى احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة على النفط الخام الروسي، التي قد تقيد الإمدادات وتمنح الأسعار استقرارًا.
تعهد وزراء المالية لمجموعة الدول السبع بزيادة الضغط على موسكو من خلال استهداف مشتري النفط الروسي والذين يسهلون التفاف العقوبات.
جاء ذلك إلى جانب تقارير تفيد بأن واشنطن ستوفر لأوكرانيا معلومات استخباراتية لدعم ضربات صاروخية طويلة المدى على مصافي النفط الروسية وخطوط الأنابيب وغيرها من البنى التحتية للطاقة، مما قد يعطل عائدات النفط للكرملين.
إضافة إلى ذلك، دعمت عملية تكديس الصين للنفط الخام، بفضل كونها أكبر مستورد في العالم، الموقف للأسعار عن طريق التخفيف من الجانب السلبي.
ومع ذلك، لا تزال معنويات السوق محدودة بسبب المخاوف من إغلاق حكومي أمريكي وشيك واحتمال زيادة إنتاج أوبك +.
اقترحت مصادر مطلعة على المناقشات أن المنتجين قد يرفعون الإمدادات بما يصل إلى 500,000 برميل يومياً في نوفمبر، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الزيادة في أكتوبر. يأتي ذلك بدعم من سعي السعودية للدفاع عن حصتها في السوق.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ضعفًا في الطلب. وازدادت مخزونات الخام بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي لتصل إلى 416.5 مليون، مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها مليون برميل. كما زادت مخزونات البنزين والمشتقات نتيجة تباطؤ نشاط التكرير.
التحليل الفني
يتداول النفط الخام (CL-OIL) عند 62.19، بارتفاع 0.68% في اليوم، مؤكدًا على انتعاش متواضع بعد الضعف الأخير. وعلى الرغم من الانتعاش اليومي، إلا أن الصورة الأوسع لا تزال تظهر ضعفًا في النفط، حيث يكافح الأسعار للحفاظ على الزخم فوق منطقة المقاومة 65-67 واستمرار التداول العرضي منذ الانخفاض الحاد من قمة يوليو عند 77.90.
من الناحية الفنية، يبقى النفط في نطاق تماسك، حيث تتجمع المتوسطات المتحركة لخمسة و10 و30 يومًا بشكل وثيق، مما يعكس التردد في السوق. لا يزال الدعم مستمرًا حول 59.00-60.00، والذي كان بمثابة قاعدة منذ منتصف سبتمبر. ويمثل أي كسر حاسم تحت تلك المنطقة خطرًا بحدوث تصحيح أعمق نحو القاع عند 55.00 من أبريل.

لا يزال مؤشر MACD للزخم ضعيفًا، حيث يطوف بالقرب من خط الصفر، مع زيادة طفيفة في القضبان الهيستوغرامية تظهر بعض الزخم الصعودي المبكر. ومع ذلك، يفتقر إلى انحراف قوي مما يشير إلى تردد المشترين في الالتزام.
في الوقت الحالي، يبقى التوقعات متعادلاً إلى ما يقرب من الاتجاه الهبوطي. إذا تمكنت الأسعار من استعادة والحفاظ على ما فوق 65.00، قد تحفز انتعاشًا نحو 70.00. من ناحية أخرى، الفشل في البقاء أعلى من 60.00 سيفتح الباب لمزيد من الجانب السلبي.
يجب على التجار مراقبة المحفزات الخارجية مثل تقارير المخزون، وتعليقات أوبك +، أو العناوين الجيوسياسية، والتي قد توفر التقلبات اللازمة لكسر النمط الحالي للنفط.