
تراجع مؤشر S&P 500 يوم الثلاثاء، ليغلق عند 6018.10 ويتقلص من المكاسب التي حققها مؤخراً عند 6057.4. تراجع المؤشر بنسبة 0.38٪ في اليوم مع تراجع معنويات المستثمرين وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وزيادة التركيز على مراقبة البنك المركزي. وقد انعكس التحرك الأوسع للابتعاد عن المخاطر في الانخفاضات عبر البورصات الأوروبية والآسيوية، حيث أشارت العقود الآجلة إلى انخفاض حاد في الجلسة الأوروبية المبكرة.
اضطربت الأسواق بين عشية وضحاها حيث جددت الضربات بين إسرائيل وإيران الآمال في تصاعد قصير الأجل. وازدادت الأوضاع سوءاً عندما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإيرانيين على إخلاء طهران وعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي. وأضافت مغادرته المفاجئة لقمة G7 إلى الاضطراب في الأسواق، مما أثار القلق من تورط أوسع للولايات المتحدة. ورغم أن أحد مساعدي البيت الأبيض نفى أن واشنطن قد شنت أي عمل عسكري، أكد وزير الدفاع بيت هاغسيث أن الولايات المتحدة ستدافع عن أصولها الإقليمية إذا تم استفزازها.
الاحتدام المتجدد رفع أسواق النفط بشكل حاد. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط بنسبة 2% أخرى خلال الساعات الآسيوية، بناءً على الارتفاع الذي بلغ 7.5% منذ الجمعة. استفادت الأسهم المتعلقة بالطاقة من الارتفاع في السلع، لكن شعور الأسهم الأوسع تحول إلى الحذر. كما تمسك الذهب بثباته بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، مما يعكس الطلب على الأماكن الآمنة.
ورغم التوترات عبر الحدود، ظلت أسواق العملات الأجنبية مستقرة نسبيًا. استعاد الدولار الأمريكي ميزة الملاذ الآمن، حتى مع استمرار المتداولين في تقييم احتمال كبير لتخفيض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي في وقت لاحق من هذا العام. وشهد اليورو والين تداولًا هادئًا بعد تعليقات من البنوك المركزية، بينما ظلت العائدات ثابتة حيث يترقب المتداولون للحصول على توجيهات إضافية.
الآن يتجه انتباه المشاركين في السوق إلى اجتماعات البنك المركزي لهذا الأسبوع. البنك المركزي الياباني أبقى على أسعار الفائدة ثابتة كما كان متوقعًا، ولكنه أشار إلى تباطؤ وتيرة تقليص شراء السندات. فسر الأسواق هذا القرار على أنه إشارة على الحذر المستمر وليس بداية للتطبيع الحاسم. كانت ردود الأفعال فاترة، ولم يتغير الين وعوائد السندات اليابانية بصورة ملحوظة.
التحليل الفني
يظهر الرسم البياني لمؤشر S&P 500 (15 دقيقة) صعودًا حذرًا توقف عند علامة المقاومة 6057.4، يتبعها تصحيح طفيف نحو نطاق الدعم 6000–6012. يبدو أن الزخم يتلاشى حيث يصبح شريط MACD مسطحًا وخط الإشارة يتقاطع مع خط MACD، مما يشير إلى أن الارتفاع الأخير قد يفقد قوة دفعه.

الصورة: مؤشر S&P 500 يتشبث عند 6000 مع تلاشي الزخم، كما يظهر في تطبيق VT Markets
تمكن المؤشر من التعافي من أدنى مستوى له عند 5950.1 في 14 يونيو، وارتفع بثبات حيث قادت أسهم التكنولوجيا المكاسب الأوسع. ومع ذلك، على الرغم من الارتداد القوي، يقترب الأداء السعري الآن من منطقة التماسك، حيث يتجنب بالكاد المتوسط المتحرك لفترة 30. كما أن السعر يكافح للوصول إلى كسرا واضحًا فوق سقف المقاومة 6050–6060، الذي عمل كحاجز لمعظم الجلستين الماضيتين.
مع عدم حل المخاطر العالمية وقرارات البنوك المركزية التي تلوح في الأفق، قد تشهد الأسواق تقلبات إضافية مع تعديل المتداولين لمراكزهم. قد يزداد التقلب مع اقتراب نهاية الأسبوع.