
بعد تسجيله ارتفاعًا قياسيًا قدره 3500 دولار في وقت سابق من الأسبوع، تراجعت أسعار الذهب وفقدت معظم المكاسب، واستقرت في منطقة 3296-3310 دولار. جاء هذا التحول مع توجه المتداولين من القلق النقدي إلى تحسين الأوضاع الجيوسياسية، وذلك بسبب احتمالية تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
تعرضت مكانة الذهب كمأمن للخطر بعد التقارير التي تفيد بأن بكين تعمل بنشاط على تحديد المنتجات الأمريكية المحتملة للإعفاء من التعريفات الجمركية، مما يشير إلى تحسن العلاقات. وجاء ذلك بعد تصريح الرئيس ترامب بأن المفاوضات التجارية لا تزال جارية، مما يتعارض مع ادعاء الصين السابق بأنه لم يتم استئناف المحادثات الرسمية.
محركات الاقتصاد الكلي
ردت الأسواق بسرعة على هذا التحول غير المتوقع في النبرة، حيث ارتفعت الأصول الخطرة وتراجعت التدفقات الآمنة. ثبت الدولار بشكل متواضع، واستقرت عوائد الولايات المتحدة، مما زاد من الضغط على الذهب. في وقت سابق من الأسبوع، أدت المخاوف بشأن انتقادات ترامب للاحتياطي الفيدرالي والقلق الأوسع بشأن الاقتصاد الأمريكي إلى دفع الذهب إلى قمم جديدة.
الآن، تلك المخاوف تتلاشى. تحول السرد نحو تخفيف التعريفات، وهو ما ارتبط تاريخيًا بتراجع أسعار الذهب.
التحليل الفني
الذهب (XAUUSD) شهد تراجعًا حادًا بعد تجربة الذروة اليومية عند 3370.77، حيث استعادت الضغوط البيعية السيطرة وسحبت الأسعار للأسفل إلى أدنى مستوى عند 3287.20. حاول السعر منذ ذلك الحين التماسك حول 3296، لكن MACD لا يزال في منطقة الهبوط، مع طباعة الرسم البياني لأشرطة حمراء متتالية وخط الإشارة يتباعد تحت خط MACD.

صورة: يتراجع الذهب بعد محاولة فاشلة للوصول إلى 3370، بينما يشتد التحكم من قبل الدببة مع تحول الزخم نحو الجنوب بشكل حاسم، كما يُرى في تطبيق VT Markets
الزخم قصير الأجل يتجه بوضوح نحو الانخفاض، مدعومًا بـمحاذاة المتوسطات المتحركة 5-10-30، حيث تميل جميعها إلى الانحدار السفلي وتعمل كمقاومة ديناميكية. أدت الفشل في الثبات فوق 3330 إلى تحفيز التراجع، وحركة السعر حاليًا تحوم بالقرب من الدعم من 24 أبريل عند 3260.27.
ما لم يدافع المتداولون المضاربون على الصعود عن المنطقة الحالية ويستعيدوا نطاق 3305–3315، فإن الزخم يفضل استمرار الاتجاه الهبوطي، وربما يستهدف منطقه 3260 مرة أخرى في المدى القريب.
توقعات السوق
رغم تراجع الذهب اليوم، إلا أنه لا يزال واحدًا من الأصول الأفضل أداءً في عام 2025، ولم تنخفض المخاطر الكبيرة بشكل كامل. ومع ذلك، قد تظل الارتفاعات في المدى القريب محدودة مع سعي المتداولين للوضوح حول ديناميكيات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي قبل بيانات التضخم الأسبوع المقبل.
ما لم تتصاعد التوترات الجديدة أو تفاجئ البيانات الاقتصادية بالانخفاض، قد يستمر الذهب في التماسك، مع تقديم التراجع الحالي اختبارًا لمدى تشبث الطلب على الملاذات الآمنة.