
انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى ما دون 75 دولارًا للبرميل يوم الخميس، حيث أغلقت الأسعار عند 73.33 دولارًا بعد تسجيلها أعلى مستوى خلال اليوم عند 74.26 دولارًا. وحدث التراجع نتيجة لتعديل المتداولين لمراكزهم استجابة للإشارات الغامضة من واشنطن بشأن التدخل الأمريكي المحتمل في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.
التقى الرئيس ترامب بكبار مستشاري الدفاع والاستخبارات يوم الأربعاء لمناقشة منشآت إيران النووية، ولكن البيت الأبيض لم يصدر أي بيان حاسم حول العمل العسكري. ومع عدم وجود وضوح فوري، فقدت أسواق النفط زخمها، رغم أن الأسعار ظلت مرتفعة، وما تزال تدور بالقرب من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر مع دخول المواجهة في الشرق الأوسط يومها السابع.
يبقى الخطر الرئيسي في السوق هو الاحتمالية الاضطراب في مضيق هرمز، وهو ممر شحن ضيق ولكنه حيوي لنحو 20٪ من تدفقات النفط الخام العالمية. ورغم أن طهران لم تهدد الصادرات بشكل مباشر، إلا أن أي إشارة إلى الحصار أو الانتقام قد تتسبب في ارتفاع سريع للأسعار نظرًا لأهمية المنطقة الاستراتيجية.
من منظور الاقتصاد الكلي، أضاف تحديث سياسة الاحتياطي الفيدرالي طبقة أخرى من التعقيد. واختار البنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة يوم الأربعاء، لكنه أشار إلى توقع خفضين في معدلات الفائدة قبل نهاية العام. هذا التحول التخفيفي يشير إلى دعم أكبر للنشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2025.
التحليل الفني
خلال اليوم الماضي، ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل حاد من حوالي 67 دولارًا إلى ذروتها عند 74.26 دولارًا، ثم تراجعت ولكنها حافظت على اتجاه صاعد واضح. وقد تجاوز السعر فوق المتوسطات المتحركة لـ 5 و 10 و 30 فترة في حركة صعودية قوية، حيث ارتفع المتوسط المتحرك لـ 5 فترات بشكل ملحوظ فوق المتوسطات الأطول، مما يشير إلى زخم قوي على المدى القصير. وحدث تقاطع في مؤشر الماكد بعد الاختراق، وامتد المدرج التكراري بشكل إيجابي، مما يؤكد استمرار الزخم الصعودي.

الصورة: توقف الارتفاع الحاد للنفط بالقرب من 74.25 دولارًا، بينما يظل الدعم سليمًا، كما يظهر في تطبيق VT Markets
ومع ذلك، تبع الارتفاع تراجع طفيف حيث ظهرت عمليات جني الأرباح بالقرب من مستوى 74 دولارًا. أعاد السعر اختبار المتوسط المتحرك لـ 10 فترات (الأرجواني) و 30 فترة (الأصفر) لفترة وجيزة، ووجد الدعم قبل أن يتماسك فوق 73.30 دولارًا. انكمش المدرج التكراري لمؤشر الماكد، لكن خطوط الماكد ما تزال أعلى من الصفر، مما يشير إلى أن الثيران لا تزال تسيطر.
بينما يقوم المتداولون الآن بتسعير في آفاق أكثر تساهلاً من الاحتياطي الفيدرالي، يظل الخطر الجيوسياسي يسيطر على المشاعر على المدى القريب. إذا اتخذت الولايات المتحدة دورًا عسكريًا أكثر نشاطًا أو إذا استهدفت طهران البنية التحتية للطاقة، فقد ترتفع أسعار النفط بسهولة فوق مستوى 75 دولارًا مرة أخرى. حتى ذلك الحين، من المرجح أن يظل السوق في نطاق معين، مع أي تحولات في الموقف الدبلوماسي أو العسكري تعمل كالمحفز التالي.